٤٠ - قال الله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٨٦)
* سَبَبُ النُّزُولِ:
أخرج أبو داود عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك عن أبيه، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم وكان كعب بن الأشرف يهجو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويحرض عليه كفار قريش، وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين قدم المدينة وأهلها أخلاط منهم المسلمون والمشركون يعبدون الأوثان واليهود، وكانوا يؤذون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه، فأمر اللَّه - عَزَّ وَجَلَّ - نبيه بالصبر والعفو، ففيهم أنزل اللَّه: (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)، فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سعد بن معاذ أن يبعث رهطًا يقتلونه، فبعث محمد بن مسلمة وذكر قصة قتله، فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون، فغدوا على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالوا: طُرق صاحبنا فقتل


الصفحة التالية
Icon