فالجواب: أن القرآن يحْكُم ولا يُحكَم عليه، ولست أطعن في حديث الشيخين ولكني أُضعّف دلالته على النزول، لأن اللَّه قال: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) وقال: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا قِيلًا) وإذا كان الله قد بيّن صفة من نزلت فيه بيانًا يخالف ما ذكره زيد بن ثابت - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فحتمًا ولا بد أن يكون قولُ ربنا هو المقدم على قول كل أحد.
وهذا القول عليه أكثر المفسرين كالطبري وابن عطية والقرطبي والسعدي وابن عاشور.
أما غيرهم فقد ساق الأسباب وسكت عن الترجيح.
أما ابن العربى فمال إلى حديث زيد بن ثابت، فقال بعد سياق الأسباب: (والصحيح ما رواه زيد) اهـ.
وقال ابن حجر: (هذا هو الصحيح في سبب نزولها) اهـ يعني حديث زيد.
* النتيجة:
أن سبب نزول الآية الكريمة ما ذكره مجاهد - رحمه الله - لصحة إسناده إليه وموافقته لسياق الآيات القرآني، وأقوال المفسرين واللَّه أعلم.
* * * * *