قال ابن القيم عن تلك السرية: (ثم قدموا بالعير والأسيرين، وقد عزلوا من ذلك الخمس، وهو أول خمس كان في الإسلام، وأول قتيل في الإسلام، وأول أسيرين في الإسلام) اهـ.
الثالث: قال اللَّه تعالى: (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا) من المقصود بهذا؟
فالجواب: قال ابن القيم: (وأما بكاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فإنما كان رحمةً لنزول العذاب لمن أراد بذلك عرض الدنيا، ولم يُرد ذلك رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا أبو بكر، وإن أراده بعض الصحابة، فالفتنة كانت تعم، ولا تصيب من أراد ذلك خاصة، كما هزم العسكر يوم حنين بقول أحدهم: (لن نغلب اليوم من قلة) وبإعجاب كثرتهم لمن أعجبته منهم، فهزم الجيش بذلك فتنة ومحنة ثم استقر الأمر على النصر والظفر) اهـ.
* النتيجة:
أن نزول قوله: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ) إلى قوله: (عَظِيمٌ) كان بشأن أخذ الفداء واستبقاء الأسرى وهو ما دلّ عليه حديث ابن عبَّاسٍ - ربما -.
وأن قوله: (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ... ) نزلت رافعةً للحرج الناشئ عن توبيخهم على أخذ الفداء وسبب هذا: النظر في سياق الآيات والوقائع المتعلقة بتاريخ القصة مع صحة الأحاديث، وتصريحها بالنزول واللَّه أعلم.
* * * * *


الصفحة التالية
Icon