قال الطبري: (يقول تعالى ذكره: وإذا رأى المؤمنون عير تجارة أو لهواً أسرعوا إلى التجارة وتركوك يا محمد قائماً على المنبر وذلك أن التجارة التي رأوها فانفضّ القوم إليها، وتركوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائماً كانت زيتاً قدم به دحية بن خليفة من الشام) اهـ. بتصرف.
قال ابن كثير: (يعاتب تبارك وتعالى على ما كان وقع من الانصراف عن الخطبة يوم الجمعة إلى التجارة التي قدمت المدينة يومئذٍ فقال تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا) أي على المنبر تخطب هكذا ذكره غير واحد من التابعين منهم أبو العالية والحسن وزيد بن أسلم وقتادة، وزعم مقاتل بن حيان أن التجارة كانت لدحية بن خليفة قبل أن يسلم، وكان معها طبل فانصرفوا إليها وتركوا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائماً على المنبر إلا القليل منهم وقد صح بذلك الخبر). اهـ.
وقال السعدي: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا) أي: خرجوا من المسجد حرصاً على ذلك اللهو وتلك التجارة، وتركوا الخير وتركوك قائماً تخطب الناس وذلك في يوم الجمعة، بينما النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخطب الناس إذ قدم المدينة عير تحمل تجارة، فلما سمع الناس بها وهم في المسجد انفضوا من المسجد وتركوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخطب استعجالاً لما لا ينبغي أن يستعجل له وترك أدب) اهـ.
وقال ابن حجر: (قوله: (فنزلت هذه الآية): ظاهر فى أنها نزلت بسب قدوم العير المذكورة) اهـ.
* النتيجة:
أن الحديث الذي معنا سبب نزول الآية الكريمة لصحة سنده، وتصريحه بالنزول، وموافقته لسياق القرآن، وإجماع المفسرين عليه. والله أعلم.