أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان له أمةٌ يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها فأنزل الله الآيات، وليس لهذا الحديث أيُّ معارض.
وأما تفصيل ذلك، كيف حدث، وفي يوم مَن، وفي بيت مَن، فأنا أمسك القلم عن الخوض في ذلك لأمرين:
الأول: أن القضية تتعلق برسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذي هو في أعلى المقامات البشرية، وأحق الناس بالتعزير والتوقير وأبعدهم عن التنقيص والتجريح.
الثاني: أن تلك التفصيلات قد رويت في أحاديث ضعيفة ومرسلة لا يحتج بها على أقل من هذا فكيف بهذا؟ إلا أن التي تلقت السر من رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هي حفصة، قال ابن الجوزي: (من غير خلاف علمناه).
وحسبي أن أقف على المجمل من القضية الذي دلّ عليه حديث أنس الصحيح - والله أعلم -.
* النتيجة:
أن سبب نزول هذه الآيات الكريمة ما جاء في قصة أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حين حرم رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جاريته، لصحة سنده، وتصريحه بالنزول، وموافقته لسياق القرآن، واختيار جمهور السلف من المفسرين له. والله أعلم.
* * * * *