قال الطبري: (يقول جل ثناؤه لنبيه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قل يا محمد أوحى الله إليَّ: (أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) هذا القرآن: فَقَالُؤأ لقومهم لما سمعوه (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) يقول: يدل على الحق وسبيل الصواب (فَآمَنَّا بِهِ) يقول: (صدقناه (وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) من خلقه.
وكان سبب استماع هؤلاء النفر من الجن القرآن كما حدثني محمد بن معمر). اهـ. ثم ساق الحديث.
وقال القرطبي: (قل يا محمد لأمتك: أوحى الله إليَّ على لسان جبريل أنه استمع إليَّ نفر من الجن وما كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عالماً به قبل أَن أُوحي إليه. هكذا قال ابن عبَّاسٍ وغيره على ما يأتي). اهـ.
قال ابن كثير: (يقول تعالى آمراً رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يخبر قومه أن الجن استمعوا القرآن فآمنوا به وصدقوه وانقادوا له، وهذا المقام شبيه بقوله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ). اهـ. بتصرف.
وقال ابن عاشور: (أمر اللَّه رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأن يُعلم المسلمين وغيرهم بأن الله أوحى إليه وقوع حدث عظيم في دعوته أقامه اللَّه تكريماً لنبيه وتنويهاً بالقرآن وهو أن سخر بعضاً من النوع المسمى جناً لاستماع القرآن وألهمهم أو علمهم فهم ما سمعوه واهتدائهم إلى مقدار إرشاده إلى الحق والتوحيد) اهـ.
وقال السعدي: (قل يا أيها الرسول للناس أُوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن صرفهم اللَّه إلى رسوله، لسماع آياته، لتقوم عليهم الحجة، وتتم عليهم النعمة ويكونوا منذرين لقومهم، وأمر رسوله أن يقص نبأهم على الناس، وذلك أنهم لما حضروه قالوا: انصتوا، فلما أنصتوا فهموا معانيه ووصلت حقائقه إلى قلوبهم) اهـ.