وقال ابن عاشور: (استئناف بياني منشؤه أن المشركين كانوا يسألون عن وقت حلول الساعة التي يتوعدهم بها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما حكاه الله عنهم غير مرة في القرآن كقوله: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
وعندي - والله أعلم - أن الحديث المذكور ليس سببًا لنزول الآيات الكريمة لأن سياقه لا يوافق سياق الآية، وبيان ذلك أن الآية دلت على وجود سؤال بقوله: (يَسْأَلُونَكَ) بينما الحديث خلا من ذكر السؤال، وفي الحديث أنه كان لا يزال يذكر من شأن الساعة، بينما خلت الآية من بيان ذلك.
ولعل هذا هو السبب الذي حمل المفسرين على الإعراض عن ذكره، ولو كان مناسبًا لذلك ما تركوه كما هو شأنهم في كثير من الأسباب.
والأمر المؤكد هو ما ذكره المفسرون من أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يُسأل عن الساعة لأن الله أخبرنا عن ذلك بقوله: (يَسْأَلُونَكَ) لكن قصة السؤال هنا لم يروها أحد من أصحاب الكتب التسعة التي يدور عليها نطاق البحث والله أعلم.
* النتيجة:
أن الحديث المذكور ليس سببًا لنزول الآية الكريمة لمخالفة سياقه لسياق القرآن، وإعراض المفسرين عنه، والكلام الذي في سنده واللَّه أعلم.
* * * * *