يجيبهم عما سألوه بالآية المتقدم إنزالها عليه وهي هذه الآية (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) ومما يدل على نزول هذه الآية بمكة ما قال الإمام أحمد حدثنا... ) اهـ.
وقال ابن عاشور: (وقع هذه الآية بين الآي التي معها يقتضي نظمه أن مرجع ضمير (يَسْأَلُونَكَ) هو مرجع الضمائر المتقدمة فالسائلون عن الروح هم قريش.. ثم ذكر الحديث.
ثم قال: والجمهور على أن الجميع نزل بمكة.
وأما ما روي في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال: ثم ساق الحديث... فالجمع بينه وبين حديث ابن عبَّاسٍ المتقدم: أن اليهود لما سألوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد ظن النبي أنهم أقرب من قريش إلى فهم معنى الروح فانتظر أن ينزل عليه الوحي بما يجيبهم به أبين مما أجاب به قريشاً، فكرر اللَّه تعالى إنزال الآية التي نزلت بمكة، أو أمره أن يتلوها عليهم ليعلم أنهم وقريشاً سواء في العجز عن إدراك هذه الحقيقة أو أن الجواب لا يتغير). اهـ بتصرف.
وقال الحافظ ابن حجر في شرح حديث ابن مسعود: (وهذا يدل على أن نزول الآية وقع بالمدينة لكن روى الترمذي... ثم ساق حديث ابن عبَّاسٍ...
ويمكن الجمع بأن يتعدد النزول بحمل سكوته في المرة الثانية على توقع مزيد بيان في ذلك، وإن ساغ هذا وإلا فما في الصحيح أصح) اهـ.
وخلاصة ما احتج به القائلون بأن سبب نزولها حديث ابن عبَّاسٍ ما يلي:
١ - أن السورة كلها مكية، يعني أنها نزلت قبل سؤال اليهود.
٢ - أن سياق الضمائر في الآيات كانت في قريش، وهذا منها في قوله: (يَسْأَلُونَكَ).
وأجابوا عن حديث ابن مسعود بما يلي:
١ - أن الآية نزلت عليه في المدينة مرة ثانية.
٢ - أو نزل عليه الوحي بأن يجيبهم عما سألوه بالآية المتقدم إنزالها عليه.