تباينت أقوال المفسرين في تحديد هؤلاء الكافرين، وأصح الأقوال في ذلك - واللَّه أعلم - أنهم كفار قريش لأن سورة الكهف مكية متقدمة النزول.
بقي أن يقال: إن حديث خباب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ضعيف السند فكيف يحتج به؟
فالجواب: أن يقال: هذا الكلام صحيح، ولعل مما يجبر الضعف إجماع المفسرين على المعنى الذي دلَّ عليه الحديث.
وكذلك سياق القرآن فإن السياق يطابق كلام المفسرين تماماً، ويدل عليه.
وإذا كان الفقهاء يلتزمون أحكاماً بالحلال والحرام مبنيةً على أحاديث ضعيفة لأن قواعد الشريعة تشهد لها، والأمة تلقتها بالقبول، أو كانت تعتضد بالمتابعات والشواهد فلعل هذا مما يشفع لنا هنا لأن الحديث قد أجمع على معناه المفسرون، وسياق القرآن يشهد له. واللَّه أعلم.
* النتيجة:
أن سبب النزول المذكور وإن كان ضعيفاً لكن يعتضد بإجماع المفسرين على معناه وبسياق الآيات القرآني ويكون سبب نزولها والله أعلم.
* * * * *