* دِرَاسَةُ السَّبَبِ:
هكذا جاء في سبب نزول هذه الآية وقد أورد بعض المفسرين هذين الحديثين ومعهما غيرهما عند تفسيرها منهم الطبري والبغوي وابن العربي وابن عطية والقرطبي وابن كثير.
قال الطبري: (اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم: نزلت هذه الآية في بعض من استأذن رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نكاح نسوة كن معروفات بالزنا من أهل الشرك، وكن أصحاب رايات يكرين أنفسهن فأنزل اللَّه تحريمهن على المؤمنين) اهـ.
وذهب ابن عاشور إلى أن الآية نزلت بسبب مرثد الغنوي فقال: (وسبب نزول هذه الآية ما رواه أبو داود والترمذي وحسنه أنه كان رجل يقال له مرثد ابن أبي مرثد الغنوي من المسلمين فذكر الحديث بكماله... حتى قال: فتبين أن هذه الآية نزلت جوابًا عن سؤال مرثد ابن أبي مرثد هل يتزوج عناق) اهـ.
وعندي - واللَّه أعلم - أنه يمكن أن تكون كنية عناق أمَّ مهزول وحينئذٍ يكون المراد من الحديثين امرأة واحدة.
فإن لم يكن الأمر كذلك فلا مانع أن تكون الآية نازلةً جواباً لسؤال أحد


الصفحة التالية
Icon