(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى... (١٣) القرآن. كانوا كاملي المعرفة حيث جعلوا القرآن نفس الهدى (آمَنَّا بِهِ) من غير توقف (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ) أي: فهو لا يخاف، آثره على لا يَخَفْ؛ لإفادة التقوى والاختصاص كأنه قيل: فهو ناج لا محالة ومختص بذلك.
(بَخْسًا وَلَا رَهَقًا) البخس: النقص، والرهق: القرب من الشيء، ومنه الصبي المراهق. والمعنى: أنَّ المؤمن لاجتنابة البخس وظلم الناس لا يخاف جزاءهما. وكان أصل الكلام: ومن لا يبخس أحداً ولا يرهق ظلمه، فوضع قوله: (فَمَن يُؤْمِنْ) موضعه، إشارة إلى أنَّ حقّ المؤمن وشأنه أن يكون كذلك، أو المعنى: أن المومن لا يخاف نقصان جزائه، ولا أن ترهقه ذلة، وغير المؤمن كل ما فيه عين البخس، لا بخس حقّ.
| (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ | (١٤) الجائرون عن طريق الحقّ (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا) وأيّ رشد. |
(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ... (١٦) عطف على (أَنَّهُ اسْتَمَعَ) من كلام اللَّه الموحى إليه. و " أن " مخففة، حذف منها ضمير الشأن. والضمير للإنس، أو للجن، أو لهما. والطريقة: التوحيد والإسلام. (لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) لوسّعنا عليهم الرزق وتخصيص الماء؛ لعزّة وجوده في أرض العرب، ولأنه أصل سائر الأقوات والثمار. والغدق: الكثير.
(لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ... (١٧) لنبتليهم في ذلك التوسيع أيشكرون أم يكفرون. وقيل: لو استقاموا على ما كانوا عليه ولم يؤمنوا لوسعنا عليهم الرزق استدراجاً. (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ
نتائج البحث
