وقرأ معظم القراء بالصاد الخالصة، وهي لغة «قريش» (١).
وجه من قرأ بالسين انه جاء على الاصل لانه مشتق من «السرط» وهو البلع.
ومما يدل على ان السين هي الاصل انه لو كانت الصاد هي الاصل لم ترد الى السين، وذلك لضعف السين عن الصاد، وليس من اصول كلام العرب ان يردوا الاقوى للاضعف، وانما اصولهم في الحروف عند الابدال ان يردوا الاضعف الى الاقوى.
وحجة من قرأ بالصاد انه اتبع خط المصحف.
وحجة من قرأ بالاشمام انه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في صفة «الجهر» اشم الصاد صوت الزاي، وذلك للجهر الذي فيها، فصار قبل الطاء حرف يشبهها في «الاطباق- والجهر» وحسن ذلك لان الزاي تخرج من مخرج السين، والصاد مؤاخية لها في صفتي: «الصفير- والرخاوة» (٢).
توجيه الاسكان والتحريك في لفظي: «هو- وهي»
قرأ بعض القراء باسكان الهاء من لفظي: «واو» نحو: «وهو- وهي» (٣).
وجه من اسكن الهاء لانها لما اتصلت بما قبلها من واو- او فاء او لام- وكانت لا تنفصل عنها، صارت كالكلمة الواحدة مخففة الكلمة فأسكن الوسط: وشبهها بتخفيف العرب للفظ «عضد- وعجز» وهي لغة مشهورة مستعملة.
_________
(١) قال ابن الجزري: الصراط مع صراط زن خلفا غلا كيف وقع والصاد كالزاي ضفا الاول قف: وفيه والثاني وذي اللام اختلف.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ١ ص ٣٧٠.
(٢) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٣٤.
(٣) قال ابن الجزري: وسكن هاء هو هي بعد فا.
واو ولام رد ثنا بل حز ورم: ثم هو والخلف يمل هو وثم.. ثبت بدا.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٣٩٥.


الصفحة التالية
Icon