والاشمام لغة: «قيس- وعقيل» وعدم الاشمام لغة عامة العرب. وحجة من قرأ بالاشمام ان الاصل في اوائل هذه الافعال ان تكون مضمومة، لانها افعال لم يسم فاعلها، منها اربعة اصل الثاني منها واو، وهي: «سيء- وسيق- وحيل- وقيل» ومنها فعلان اصل الثاني منها ياء، وهما: «غيض- وجيء» واصلها: «سوئ- وقول- وحول- وسوق- وغيض- وجيء» ثم القيت حركة الحرف الثاني منها على الاول فانكسر، وحذفت ضمته، وسكن الثاني منها، ورجعت الواو الى الياء، لانكسار ما قبلها وسكونها.
فمن اشم اوائلها الضم اراد ان يبين ان اصل اوائلها الضم، ومن شأن العرب في كثير من كلامها المحافظة على بقاء ما يدل على الاصول وايضا فانها افعال بنيت للمفعول، فمن اشم اراد ان يبقى في الفعل ما يدل على انه مبني للمفعول لا للفاعل.
وعلة من كسر اوائلها انه اتى بها على ما وجب لها من الاعتلال (١).
ومظهر الصوتيات هنا واضح، لان صوت الحرف المشم فيه نوع من التسمين، اما صوت الحرف المكسور فإن فيه نوعين من التخفيف.
«للملائكة اسجدوا» حيث جاء في القرآن نحو قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (٢) «قرأ» «ابو جعفر» بخلف عن «ابن وردان» بضم التاء حالة وصل «للملائكة» باسجدوا، وذلك اتباعا لضم الجيم، ولم يعتد بالساكن، والوجه الثاني «لابن وردان» اشمام كسرة التاء الضم، والمراد بالاشمام هنا مزج حركة بحركة، وهذا لا يعرف الا بالتلقي، والمشافهة من افواه علماء «القرآن».
وقرأ الباقون بكسر التاء كسرة خالصة، على الاصل، وكلها لغات
_________
(١) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٢٢٩.
(٢) سورة البقرة الآية ٣٤.


الصفحة التالية
Icon