«قدره» معا: من قوله تعالى: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ (١) قرأ «ابن ذكوان، وحفص، وحمزة، والكسائي، وابو جعفر، وخلف العاشر» «قدره» معا بفتح الدال.
وقرأ الباقون باسكان الدال.
والفتح، والاسكان لغتان بمعنى واحد، وهو الطاقة، والمقدرة (٢) قال صاحب المفردات: «القدرة»: اذا وصف بها الانسان، فاسم لهيئة له، بها يتمكن من فعل شيء ما، واذا وصف الله بها فهي نفي العجز عنه.
ومحال ان يوصف غير الله بالقدرة المطلقة معنى، وان اطلق عليه لفظا. بل حقه ان يقال: قادر على كذا، ومتى قيل: هو قادر، فعلى سبيل معنى التقييد.
ولهذا لا أحد غير الله يوصف بالقدرة من وجه الا ويصح ان يوصف بالعجز من وجه.
والقدير: هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقضي الحكمة لا زائد عليه، ولا ناقصا عنه، ولذلك لا يصح ان يوصف به الا الله تعالى (٣).
والقدر: بفتح القاف والدال: وقت الشيء المقدر له، والمكان المقدر له، قال تعالى: إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (٤).
وتستعار «القدرة، والمقدور» للحال، والسعة في المال اهـ (٥).
وجاء في «تاج العروس»: نقل «الازهري، محمد بن احمد أبو منصور» (٦)
_________
(١) سورة البقرة الآية ٢٣٦.
(٢) قال ابن الجزري: وقدره حرك معا من صحب ثابت.
انظر: النشر في القراءات ح ١ ص ٤٣٢.
والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٢٩٨.
والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٩٥.
واتحاف فضلاء البشر ص ١٥٩.
(٣) انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «قدر» ص ٣٩٤.
(٤) سورة المرسلات الآية ٢٢.
(٥) انظر: المفردات مادة «قدر» ص ٣٩٦.
(٦) هو: الليث بن المظفر بن نصر بن سيار الخراساني، وقال «الازهري»: هو الليث بن رافع بن نصر، وقال «ابن المعتز»: كان «الخليل» منقطعا الى «الليث» الخ- أقول يفهم من هذه العبارة أن «الليث» كان من أساتذة «الخليل بن أحمد».
انظر: المزهر للسيوطي ح ١ ص ٧٧.


الصفحة التالية
Icon