«قرأ البزي» بخلف عنه بتشديد التاء في هذه المواضع كلها حالة الوصل، اي وصل ما قبل التاء بها، وذلك على ادغام احدى التاءين في الاخرى.
واعلم ان هذا الادغام على ثلاثة احوال:
الاولى: يكون قبل التاء المدغمة متحرك من كل كلمة نحو: «فتفرق بكم» (١) ومن كلمتين نحو: «ان الذين توفاهم الملائكة» (٢) فهذه لا كلام فيها.
والثانية: يكون قبل التاء المدغمة حرف مد، سواء كان الفا نحو: «ولا تيمموا» (٣) او كان حرف المد ناشئا عن الصلة نحو: «عنه تلهى» (٤) وفي هذه الحالة يكون لحرف المد الاثبات لفظا مع مده مشبعا للساكن الذي بعده.
والثالثة: يكون قبل التاء المدغمة ساكن غير حرف المد، سواء كان ساكنا صحيحا نحو: «اذ تلقونه» (٥) او تنوينا نحو: «خير من الف شهر تنزل الملائكة» (٦) وفي هذه الحالة يجمع بين الساكنين، اذ الجمع بينهما في ذلك جائز لصحة الرواية، ولا يلتفت لمن قال بعدم جواز الجمع بين الساكنين.
واذا ابتدأ البزي بان تاء المدغمة ابتدأ بتاء واحدة مخففة، وذلك موافقة للرسم، ولعدم جواز الابتداء بالساكن.
والوجه الثاني للبزي يكون بقاء واحدة مخففة، وذلك على حذف احدى التاءين تخفيفا.
وقرأ «ابو جعفر» بتشديد التاء قولا واحدا وصلا في «لا تناصرون» (٧) وقرأ ما عدا ذلك بتاء واحدة مخففة.
وقرأ «رويس» بتشديد التاء قولا واحدا وصلا في «نارا تلظى» (٨)
_________
(١) سورة الانعام الآية ١٥٣.
(٢) سورة النساء الآية ٩٧.
(٣) سورة البقرة الآية ٢٦٧.
(٤) سورة عبس الآية ١٠.
(٥) سورة النور الآية ١٥.
(٦) سورة القدر الآية ٤.
(٧) سورة الصافات الآية ٢٥.
(٨) سورة الليل الآية ١٤.


الصفحة التالية
Icon