الحديث الثاني:
عن «ابن شهاب» ت ١٢٤ هـ (١).
قال: اخبرني «عروة بن الزبير» ت ٩٣ هـ (٢) ان «المسور بن مخرمة ت
٦٤ هـ (٣) وعبد الرحمن بن عبد القارئ ت ٨٠ هـ (٤) حدثاه انهما سمعا «عمر بن الخطاب» ت ٢٣ (٥) يقول: سمعت «هشام بن حكيم» (٦) يقرأ سورة «الفرقان» (٧) في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فاذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فكدت اساوره في الصلاة (٨) فتصبرت حتى سلم (٩) فلببته بردائه (١٠) فقلت: من اقرأك هذه السورة التي سمعت تقرأ؟
_________
(١) تقدمت ترجمته في الحديث الأول
(٢) هو: عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة المنورة، وأحد العلماء التابعين ت ٩٣ هـ على خلاف.
انظر الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٥ س ١٧٨، ووفيات الأعيان ج ١ ص ٣٩٨.
(٣) هو: المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب القرشى الزهري، صحابي جليل ت ٦٤ هـ.
انظر: الاصابة ج ٣ ص ٤١٩، وتهذيب ج ١٠ ص ١٥١.
(٤) هو: عبد الرحمن بن عبد القارئ، من خيرة علماء المدينة، ومن التابعين الأجلاء، ت ٨٠ هـ على خلاف.
انظر: الطبقات الكبرى ج ٥ ص ٥٧، وتهذيب التهذيب ج ٦ ص ٢٢٣.
(٥) هو: عمر بن الخطاب بن نفيل، أبو حفص، القرشي، ثاني الخلفاء الراشدين، قتل شهيدا عام ٢٣ هـ.
انظر: غاية النهاية ج ١ ص ٥٩١، والاصابة ج ٢ ص ٥١٨.
(٦) هو هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد القرشي، أحد الصحابة الفضلاء.
انظر: الاصابة ج ٣ ص ٦٠.
(٧) سورة الفرقان من السور المكية وعدد آياتها ٧٧ نزلت بعد يس.
(٨) أي أواثبه، وأقاتله، يقال: ساور فلان فلانا اذا وثب اليه وأخذ برأسه.
(٩) أي تكلفت الصبر، وأمهلته حتى فرغ من صلاته.
(١٠) أي جمعت ثيابه عند صدره، ونحره، مأخوذ من اللبة بفتح اللام وهي المنحر.