قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وابن ذكوان، ويعقوب، وهشام بخلف عنه» «المعز» بفتح العين، على انه جمع «ماعز» نحو: «حارس وحرس»، «وخادم وخدم».
وقرأ الباقون باسكان العين، وهو الوجه الثاني لهشام، على انه جمع «ماعز» ايضا نحو: «صاحب وصحب».
من هذا يتبين انهما لغتان بمعنى واحد (١).
قال «الراغب» في مادة «معز»: قال تعالى: وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ والمعيز:
بفتح الميم: جماعة المعز، كما يقول: ضئين لجماعة الضأن» اهـ.
وقال «الزبيدى» في التاج: «المعز بالفتح، والمعيز كأمير، والامعوز بالضم، والمعاز ككتاب، والمعزى بالكسر مقصورا ويمد، نقله الصاغاني... خلاف الضأن من الغنم، فالمعز ذوات الشعور منها، والضأن ذوات الصوف، قال الله تعالى: وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قرأ اهل المدينة والكوفة وابن فليح بتسكين العين، والباقون بتحريكها، قال «سيبويه»:
معزى منون مصروف، لان الالف للالحاق لا للتأنيث، وهو ملحق بدرهم على «فعلل» لان الالف الملحقة تجري مجرى ما هو من نفس الكلم، يدل على ذلك قولهم: معيز، وأريط، في تصغير «معزى»، «وارطى» في قول من نون فكسر ما بعد ياء التصغير، كما قالوا: دربهم، ولو كانت للتأنيث لم يقلبوا الالف ياء كما لم يقلبوها في تصغير «حبلى، واخرى».
وقال «الفراء»: «المعزى مؤنثة، وبعضهم ذكرها» اهـ.
وقال «الاصمعي»: «قلت: لأبي عمرو بن العلاء معزى من المعز، قال:
نعم، قلت: وذفرى من الذفر، قال: نعم»

_________
(١) قال ابن الجزري: والمعز حرك حق لا خلف مني.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٦٨.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٥٦.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٢٩.


الصفحة التالية
Icon