بالحجة والبرهان، خشي «فرعون» ان يتبع الناس سيدنا «موسى» ويؤمنوا به، فقال له «فرعون»: اجئتنا يا موسى لتخرجنا من ارضنا، وتستولي عليها بسحرك، فلنأتيك بسحر مثله، وحينئذ سيظهر كذبك، وانك برسول كما تدعي، فاجعل بيننا وبينك موعدا يحضره القوم، وليشهدوا المباراة التي ستقوم بينك وبين السحرة، واننا لواثقون من قوة سحرتنا، ولذلك فلن نخلف هذا الموعد كما ينبغي عليك ايضا لا تخلفه لأنك انت الذي ستضربه وتختار مكانه وزمانه.
«اثري» من قوله تعالى: قال هم اولاء على أثري (١).
وقرأ الباقون قرأ «رويس» «اثري» بكسر الهمزة، وسكون الثاء (٢).
وهما لغتان بمعنى بعدي، يقال: جاء على اثره بمعنى جاء بعده ولم يتخلف عنه طويلا.
قال «الراغب»: «اثر الشيء حصول ما يدل على وجوده، يقال: «اثر، واثر» والجمع «آثار» ومن هذا يقال للطريق المستدل به على من تقدم آثار، نحو قوله تعالى: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ. وقوله: هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي ١ هـ (٣).
«زهرة» من قوله تعالى: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا (٤).
قرأ «يعقوب» «زهرة» بفتح الهاء.
وقرأ الباقون «زهرة» بسكون الهاء.
_________
(١) سورة طه الآية ٨٤.
(٢) قال ابن الجزري: وأثرى فاكسر وسكن غث.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٨٦.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ٢٥. واتحاف فضلاء البشر ص ٣٠٦.
(٣) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ٩.
(٤) سورة طه الآية ١٣١.


الصفحة التالية
Icon