وقال «السيوطي» ت ١١٩ هـ «وذهب آخرون الى وقوعه فيه، واجابوا عن قوله تعالى: قُرْآناً عَرَبِيًّا (١) بان الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربيا، بدليل ان القصيدة الفارسية لا تخرج عنها بلفظة فيها عربية.
كما اجابوا عن قوله تعالى: ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ (٢)
بان المعنى من السياق: «أكلام أعجمي ومخاطب عربي»؟
كما استدلوا باتفاق النحاة على ان منع صرف نحو: «إبراهيم» للعلمية والعجمة» اهـ (٣).
ورد هذا الاستدلال بان الاعلام ليست محل خلاف.
ثم يقول «السيوطي» ايضا:
«واقوى ما رايته للوقوع- وهو اختياري- قول «ميسرة»: «في القرآن من كل لسان» اهـ (٤).
ورد بان هذا غير مطابق للواقع، لاننا لو تتبعنا «القرآن» فلن نجد فيه من كل لسان كما نقل «ميسرة».
وقال «ابو عبيد القاسم بن سلام» ت ٢٢٤ هـ: (٥).
«والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعا:
وذلك ان هذه الحروف اصولها اعجمية كما قال الفقهاء، الا انها سقطت
_________
(١) سورة يوسف الآية ٢.
(٢) سورة فصلت الآية ٤٤.
(٣) انظر: الاتقان في علوم القرآن ج ٢ ص ١٠٦.
وفي رحاب القرآن ج ٢ ص ١٧٣.
(٤) انظر: الاتقان في علوم القرآن ج ٢ ص ١٠٦.
(٥) هو: أبو عبيد القاسم بن سلام، تلقى العلوم على مشاهير علماء عصره مثل «أبي زيد الانصاري، وأبي عبيدة، والأصمعي، وأبي محمد اليزيدي، وابن الأعرابي، وكان من مشاهير علماء عصره في اللغة، والأدب، والقراءات، والحديث، والفقه له عدة مصنفات منها: غريب المصنف، وغريب الحديث، والناسخ والمنسوخ، والقراءات، توفي بمكة سنة ٢٢٤ هـ:
انظر ترجمته في: معجم المؤلفين ج ٨ ص ١٠١