وقال «الليث» (١): الخطيئة» «فعيلة» وجمعها كان ينبغي ان يكون «خطائيء» بهمزتين فاستثقلوا التقاء همزتين، فخففوا الآخرة منهما، كما يخفف «جائئ» على هذا القياس، وكرهوا ان يكون علته علة «جائئ» لان تلك الهمزة زائدة، وهذه اصلية، ففروا «بخطايا» الى «يتامى» ووجدوا له في الاسماء الصحيحة نظيرا، مثل: «طاهر، وطاهرة، وطهارى» اهـ.
وفي «العباب»: جمع «خطيئة» «خطايا» وكان الاصل «خطائىء» على «فعائل» فلما اجتمعت الهمزتان تليت الثانية ياء، لان قبلها كسرة، ثم استثقلت، والجمع ثقيل وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء الفا، ثم قلبت الهمزة الاولى ياء لخفائها بين الالفين» اهـ (٢).
«رسالته» من قوله تعالى: وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (٣) قرأ «نافع، وابن عامر، وشعبة، وابو جعفر، ويعقوب» «رسالاته» باثبات الف بعد اللام مع كسر التاء، على الجمع، وذلك انه لما كانت
الرسل يأتي كل واحد بضروب مختلفة من الشرائع المرسلة معهم. حسن الجمع ليدل على ذلك، اذ ليس ما جاءوا به رسالة واحدة، فحسن الجمع لما اختلفت الاجناس.
وقرأ الباقون «رسالته» بحذف الالف، ونصب التاء، على الافراد، وذلك لان الرسالة على انفراد لفظها تدل على ما يدل عليه لفظ الجمع مثل قوله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها (٤) والنعم كثيرة، والمعدود لا يكون الا كثيرا (٥).
_________
(١) هو الليث بن المظفر بن نصر.
وقال «الازهري»: هو الليث بن رافع، بن نصر، بن سياد، الخرساني»:
انظر: المزهر للسيوطي ج ١ ص ٧٧.
(٢) انظر: تاج العروس ج ١ ص ٦١.
(٣) سورة المائدة الآية ٦٧.
(٤) سورة إبراهيم الآية ٣٤.
(٥) قال ابن الجزري:
رسالاته فاجمع واكسر... عم صرا ظلم انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٤٣.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤١٥.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ١٩٣.