وقرأ الباقون «رسالاته» باثبات الف بعد اللام، وكسر التاء، على الجمع، وذلك انه لما كانت الرسل يأتي كل واحد بضروب من الشرائع المرسلة حسن الجمع ليدل على ذلك (١).
«مكانتكم» من قوله تعالى: قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ (٢) ومن قوله تعالى: وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (٣) ومن قوله تعالى: قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤)
«مكانتهم» من قوله تعالى وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ (٥) قرأ «شعبة» مكاناتكم، «مكاناتهم» في الالفاظ المذكورة قبل بألف بعد النون، على انها جمع «مكانة» وهي الحالة التي هم عليها، ولما كانوا على احوال من امر دنياهم جمع لاختلاف الانواع.
وقرأ الباقون «مكانتكم» و «مكانتهم» بحذف الالف التي بعد النون، وذلك على الافراد، وهو مصدر يدل على القليل والكثير من صنفه من غير جمع ولا تثنية، واصل
المصدر ان لا يثنى ولا يجمع، مثل الفعل، والفعل مأخوذ من المصدر، فكما ان الفعل لا يثنى ولا يجمع فكذلك المصدر، الا اذا اختلفت انواعه فحينئذ يشابه المفعول، فيجوز جمعه (٦).
_________
(١) رسالاته فاجمع واكسر... عم صرا ظلم والانعام اعكسا دن عد انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٦١.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٤٩.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٢٤.
(٢) سورة الأنعام الآية ١٣٥.
(٣) سورة هود الآية ١٢١.
(٤) سورة الزمر الآية ٣٩.
(٥) سورة يس الآية ٦٧.
(٦) قال ابن الجزري: مكانات جمع في الكل صف انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٦٣.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٥٢.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ١٣٥ - ٣٢٩، ج ٢ ص ١٦٩ - ١٩٠