«وذرياتنا» من قوله تعالى: رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ (١) قرأ «ابو عمرو، وشعبة، والكسائي، وخلف العاشر» «وذريتنا» بحذف الالف التي بعد الياء، على التوحيد، لارادة الجنس، ولان «الذرية» تقع للجمع، فلما دلت على الجمع بلفظها استغنى عن جمعها، ويدل على وقوع «ذرية» للجمع قوله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً (٢) وقد علم ان لكل واحد ذرية.
وقرأ الباقون «وذرياتنا» باثبات الف بعد الياء، على الجمع، وذلك حملا على المعنى، لان كل واحد ذرية، فجمع لانهم جماعة لا تحصى (٣) «آيات من ربه» من قوله تعالى: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ (٤) قرأ «ابن كثير، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «آية» بالتوحيد، على إرادة الجنس.
وقرأ الباقون «آيات» بالجمع على إرادة الانواع، لانهم اقترحوا آيات تنزل عليهم، فجاء الجواب: قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ بالجمع، فدل هذا على انهم اقترحوا آيات متعددة (٥).
_________
(١) سورة الفرقان الآية ٧٤
(٢) سورة النساء الآية ٩
(٣) قال ابن الجزري: وذريتنا حط صحبة انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٢٠.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ٨٧.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ١٤٨.
(٤) سورة العنكبوت الآية ٥٠
(٥) قال ابن الجزري: آيات التوحيد صحبة دفا أنظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٣٩.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٢٤.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ١٧٩.