قال «الراغب» في مادة «كتب»: «الكتب ضم اديم بالخياطة، يقال:
كتبت السقاء، وكتبت البغلة: جمعت بين شفريها بحلقة:- بسكون اللام- وفي التعارف: ضم الحروف بعضها الى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها الى بعض باللفظ، فالاصل في الكتابة: النظم بالخط، لكن يستعاد كل واحد للآخر، ولهذا سمى «كلام الله» وان لم يكتب «كتابا» كقوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ وقوله: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ...
الى ان قال: «ويعبر عن «الاثبات، والتقدير، والايجاب، والفرض، والعزم» بالكتابة، ووجه ذلك ان الشيء يراد، ثم يقال، ثم يكتب، فالإرادة مبدأ، والكتابة منتهى» اهـ (١).
وقال في مادة «قتل»: «اصل القتل: ازالة الروح عن الجسد كالموت، لكن اذا اعتبر بفعل المتولي لذلك يقال: «قتل» واذا اعتبر بفوت الحياة، يقال «موت» قال تعالى: أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ اهـ (٢).
وقال في مادة «قول»: «القول، والقيل» واحد، قال تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (٣).
والقول يستعمل على اوجه، اظهرها ان يكون للمركب من الحروف المبرز بالنطق مفردا كان، او جملة...
كما قد تسمى القصيدة، والخطبة ونحوهما قولا.
الثاني: يقال للمتصور في النفس قبل الابراز باللفظ قول، فيقال: في نفسي قول لم اظهره، قال تعالى: وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ (٤) فجعل ما في اعتقادهم قولا.
الثالث: للاعتقاد نحو: فلان يقول بقول «ابي هريرة» رضي الله عنه.
_________
(١) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ٤٢٣.
(٢) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ٣٩٣ سورة آل عمران الآية ١٤٤
(٣) سورة النساء الآية ١٢٢
(٤) سورة المجادلة الآية ٨