«ولا تسمع الصم» من قوله تعالى: وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (١).
ومن قوله تعالى: وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٢).
وقرأ «ابن كثير» «يسمع» في الموضعين، بياء مفتوحة مع فتح الميم، على أنه فعل مضارع مبني للمعلوم من «سمع» الثلاثي، و «الصم» برفع الميم فاعل «يسمع» و «الدعاء» مفعول به، وذلك على الاخبار عن المعرضين عن سماع دعوة النبي ﷺ لهم بالدخول في الاسلام، وفي ذلك نفي السماع عنهم (٣).
والمعنى أنهم لا ينقادون الى الحق كما لا يسمع الاصم المعرض المدبر عن سماع ما يقال له، فلم يكفه أنه معرض عما يقال له حتى وصفه بالصمم، فهذا غاية امتناع سماع ما يقال له فشبههم في اعراضهم عن قبول ما يقال لهم من الاسلام بدعاء الاصم المعرض عن الشيء.
وقرأ الباقون «تسمع» بتاء مضمومة مع كسر الميم على أنه مضارع مبني للمعلوم من «أسمع» الرباعي، و «الصم» بفتح الميم مفعول أول، و «الدعاء» مفعول ثان، وفاعل «تسمع» ضمير مستتر تقديره «أنت» والمراد نبينا «محمد» ﷺ المتقدم ذكره في قوله تعالى: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى. فجرى الثاني على لفظ الاول من الخطاب.
«لا يسمعون» من قوله تعالى: لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى (٤).
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «لا يسمعون»
_________
(١) سورة النمل الآية ٨٠
(٢) سورة الروم الآية ٥٢
(٣) قال ابن الجزرى:
يسمع ضم خطابه واكسر وللصم انصبا | رفعا كسا والعكس في النمل دبا كالكروم |
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٠٦.
(٤) سورة الصافات الآية ٨