على الالتفات من الغيبة الى الخطاب، حيث ان السياق من قبل في قوله تعالى: نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ (١).
يقتضي الغيبة فيقال: «وما يشاءون» ولكن التفت الى الخطاب لارادة الحاضرين.
«تؤثرون» من قوله تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٢).
قرأ القراء العشرة عدا «أبي عمرو» «تؤثرون» بتاء الخطاب (٣) على الالتفات من الغيبة الى الخطاب حيث ان السياق من قبل في قوله تعالى: وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (٤) والأشقى
اسم جنس يصدق على القليل والكثير.
يقتضي الغيبة فيقال: «يؤثرون» ولكن التفت الى الخطاب، لأنه خاص بالذين جبلوا على حب الدنيا.
القضية الثانية:
«الالتفات من الخطاب الى الغيبة» لقد تتبعت القراءات التي ورد فيها الالتفات من «الخطاب الى الغيبة» فوجدتها فيما يلي:
«تعملون» من قوله تعالى: وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٥).
قرأ «ابن كثير» «يعملون» بياء الغيبة (٦) على الالتفات من الخطاب الى الغيبة، اذا ان سياق الآية:
وهو قوله تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ.
يقتضي الخطاب فيقال: «تعملون» ولكن التفت الى الغيبة، إعراضا عن خطاب هؤلاء الذين قست قلوبهم، وتحقيرا لشأنهم، واشعارا بأنهم في حالة من البعد عن أهلية خطاب الله تعالى لهم.
«يدعون» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً (٧).
قرأ «عاصم، ويعقوب» «يدعون» بياء الغيبة (٨).
_________
(١) سورة الانسان آية ٢٨.
(٢) سورة الاعلى آية ١٦.
(٣) انظر: النشر في القراءات العشر ح ٢ ص ٣٦٢.
(٤) سورة الأعلى آية ١١
(٥) سورة البقرة آية ٧٤.
(٦) انظر: النشر في القراءات العشر ح ٢ ص ٤٠٨.
(٧) سورة النحل آية ٢٠.
(٨) انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ١٤٢.