«ويعلمه» من قوله تعالى: وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ (١).
قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر».
«ونعلمه» بنون العظمة (٢).
على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن سياق الآية من قبل وهو قوله تعالى: إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣).
يقتضي الغيبة فيقال: «ويعلمه» أي الله تعالى، ولكن التفت الى التكلم، على أنه إخبار من الله تعالى عن نفسه بأنه سيعلم «عيسى ابن مريم» عليهما السلام الكتاب، والحكمة، ولو ظل السياق على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.
«نؤتيه» من قوله تعالى: فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (٤).
قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب» «نؤتيه» بنون العظمة (٥).
على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن سياق الآية وهو قوله تعالى:
وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ يقتضي الغيبة فيقال: «فسوف يؤتيه» أي الله تعالى، ولكن التفت الى التكلم، على أنه إخبار من الله تعالى عن نفسه بأنه سيمنح الآمرين بالمعروف والمصلحين بين الناس ابتغاء مرضاة الله أجرا عظيما، ولو ظل السياق على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.
_________
(١) سورة آل عمران آية ٤٨.
(٢) انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٧.
وحجة القراءات لابن زنجلة ص ١٦٣.
(٣) سورة آل عمران آية ٤٧.
(٤) سورة النساء آية ١١٤.
(٥) انظر: النشر في القراءات العشر ج ١ ص ١٧٠.