الفصل الأول من الباب التاسع أشباه ونظائر الكلمات التي ورد فيها «الحمل» على الغيبة
وقبل الدخول في تفاصيل الحديث عن هذا الفصل أجد من تمام المنفعة أن ألقي الضوء على بعض النقاط لاتصالها الوثيق بموضوع البحث:
جاء في «الخصائص»:
اعلم أن هذا النوع: «الحمل» غور من العربية بعيد، ومذهب فصيح، وقد ورد به «القرآن» وفصيح الكلام: منثورا ومنظوما، كتأنيث المذكر، وتذكير المؤنث، وتصور معنى الواحد في الجماعة، والجماعة في الواحد، وفي حمل الثاني على لفظ الأول قد يكون عليه الأول أصلا كان ذلك اللفظ، أو فرعا، أو غير ذلك» أهـ (١).
وقيل: العرب اذا شبهت شيئا بشيء حملته على حكمه تثبيتا لهما، وتعميما لمعنى الشبه بينهما (٢).
وقيل: الحمل يدل على قوة تداخل هذه اللغة، وتلاحمها، واتصال أجزائها، وتلاحقها، وتناسب أوضاعها (٣).
تعريف الحمل
هو تساوي المحمول، والمحمول عليه في علة الحكم وثبوت اللفظ، وانتفاء المانع (٤).
سبب الحمل
هو كثرة هذه اللغة، وسعتها، وغلبة حاجة أهلها الى التصرف بها،
_________
(١) انظر: الأشباه والنظائر للسيوطي ج ١ ص ١٨٥.
(٢) انظر: الأشباه والنظائر للسيوطي ج ١ ص ١٩٥.
(٣) انظر: الأشباه والنظائر للسيوطي ج ١ ص ١٩٦.
(٤) انظر: حاشية يس على التصريح ج ١ ص ٦٩ - ٧٠.