أي شيء ينفقونه، فوقع الجواب منصوبا بفعل مقدر أي انفقوا العفو (١).
المعنى: تضمن هذا الجزء من الآية الاجابة عن سؤال مضمونه ما الذي ينفقونه أو أي شيء ينفقونه، فأجابهم الله بقوله «العفو» أي أنفقوا العفو وهو ما فضل عن حاجة الانسان وحاجة من يعولهم.
اعلم أن «ذا» تستعمل موصولة، وتكون مثل «ما» في أنها تستعمل بلفظ واحد: للمذكر، والمؤنث، مفردا كان، أو مثنى، أو مجموعا.
وشرط استعمالها موصولة أمران.
الأول: أن تكون مسبوقة ب «ما» أو «من» الاستفهاميتين، نحو:
«من ذا جاءك»، وماذا فعلت.
والثاني: اذا لم تلغ في الكلام، بمعنى: اذا لم تجعل «ما» مع «ذا» أو «من» مع «ذا» كلمة واحدة للاستفهام (٢).
والى ذلك أشار ابن مالك بقوله:
ومثل ماذا بعد ما استفهام | أو من اذا لم تلغ في الكلام |
قرأ «نافع، وابن كثير، وشعبة والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر» «وصية» برفع التاء، على أنها خبر مبتدأ محذوف،
_________
(١) انظر: النشر في القراءات العشر ح ٢ ص ٤٢٩.
والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٩١. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٢٩٢. والمستنير في تخريج القراءات ح ١ ص ٦١. وحجة القراءات ص ١٣٣. واتحاف فضلاء البشر ص ١٥٧. قال ابن الجزري: يقول ارفع ألا العفو حنا.
(٢) انظر: شرح ابن عقيل على الألفية ح ١ ص ١٥٢.
(٣) سورة البقرة آية ٢٤٠.