وقرأ الباقون الباقون «والأرحام» بنصب الميم، عطفا على لفظ الجلالة، على معنى: واتقوا الأرحام ان تقطعوها.
ويجوز أن يكون معطوفا على محل الجار والمجرور، لأنه في موضع نصب، كما تقول: مررت بزيد وعمرا، لأن معنى «مررت بزيد» جاوزت زيدا، فهو في موضع نصب فحمل «والأرحام» على المعنى فنصب (١).
وقضية العطف على الضمير المخفوض بدون اعادة الخافض، من
القضايا النحوية التي اختلف فيها نحاة الكوفة، والبصرة قديما: (٢) وهذه إشارة الى مذهب كل منهما ودليله:
أولا: ذهب الكوفيون الى أنه يجوز العطف على الضمير المخفوض بدون اعادة الخافض. واحتجوا لرأيهم بأنه قد جاء ذلك في القرآن الكريم، وكلام العرب.
فمن القرآن الكريم قوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ (٣).
فقد قرأ «حمزة بن حبيب الزيات» ت ١٥٦ هـ أحد القراء السبعة بخفض ميم «والأرحام» عطفا على الضمير المجرور في «به» وقوله تعالى: يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ (٤).
«فما» اسم موصول في موضع خفض عطفا على الضمير المجرور في فيهن.
_________
(١) قال ابن الجزري: واجررا الأرحام ف ق.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٤. والمستنير في تخريج القراءات ح ١ ص ١٣٦.
(٢) انظر هذه القضية في: الانصاف في مسائل الخلاف ح ٢ ص ٤٦٣ فما بعدها.
(٣) سورة النساء آية ١.
(٤) سورة النساء آية ١٢٧.