«فجزاء مثل» من قوله تعالى: وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ (١).
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» بتنوين همزة «جزاء» ورفع لام «مثل» على أن «مثل» صفة «الجزاء» و «جزاء» مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير: فعلى القاتل جزاء مماثل للمقتول من الصيد في القيمة، أو في الخلقة.
أو على أن «جزاء» خبر لمبتدإ محذوف، اي فالواجب جزاء، أو فاعل لفعل محذوف، أي فلزمه جزاء.
وبعدت الاضافة في المعنى، لأنه في الحقيقة ليس على قاتل الصيد جزاء ما قتل، بل عليه جزاء المقتول بعينه، لا جزاء مثله، لأن مثل المقتول من الصيد لم يقتله.
وقرأ الباقون بحذف «جزاء» وخفض لام «مثل» وذلك على اضافة «جزاء» الى «مثل» وذلك لأن العرب تستعمل في إرادة الشيء مثله
يقولون: «اني اكرم مثلك» أي أكرمك، وقد قال الله تعالى: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا (٢) أي بما آمنتم به لا بمثله، لأنهم اذا آمنوا بمثله لم يؤمنوا، فالمراد بالمثل الشيء بعينه.
وحينئذ يكون المعنى على الاضافة: فجزاء المقتول من الصيد يحكم به ذوا عدل منكم (٣).
«كفارة طعام» من قوله تعالى: أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ (٤) كفارة «نافع، وابن عامر وابو جعفر» «قرأ» بغير تنوين،
_________
(١) سورة المائدة آية ٩٥.
(٢) سورة البقرة آية ١٣٧.
(٣) قال ابن الجزري: جزاء تنوين كفى ظهر أو مثل رفع خفضهم سم.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٤٤. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٤١٨. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ١٩٥.
(٤) سورة المائدة آية ٩٥.


الصفحة التالية
Icon