«وللدار الآخرة» من قوله تعالى: وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ (١).
قرأ «ابن عامر» «ولدار» بلام واحدة، كما هي مرسومة في المصحف الشامي (٢) وهي لام الابتداء، وقرأ كذلك بتخفيف الدال، وخفض تاء «الآخرة» على الاضافة مع حذف الموصوف، والتقدير: ولدار الحياة الآخرة الخير للذين يتقون.
وقرأ الباقون «وللدار» بلامين: لام الابتداء، ولام التعريف، مع تشديد الدال بسبب ادغام لام التعريف في الدال، لوجود التقارب بينهما في المخرج، اذ اللام تخرج من ادنى حافتي اللسان بعد مخرج الضاد الى منتهى طرفه مع ما يليها من أصول الثنايا العليا والدال تخرج من طرف اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى كما أنهما متفقتان في الصفات التالية الجهر، والاستفال، والانفتاح (٣).
كما قرءوا برفع تاء «الآخرة» على انها صفة «للدار» و «خير» خبرها وهذه القراءة موافقة لرسم باقي المصاحف (٤).
«ولتستبين سبيل» من قوله تعالى: وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (٥).
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «ولتستبين» بتاء الخطاب، ونصب لام «سبيل» على أن «تستبين» فعل مضارع من «استبنت الشيء» المعدي، و «سبيل» مفعول به والمعنى:
ولتستوضح يا «محمد» سبيل أي طريق المجرمين.
_________
(١) سورة الأنعام آية ٣٢.
(٢) قال ابن عائر: للدار للشام بلام.
(٣) انظر: الرائد في تجويد القرآن ص ٣٨ - ٤٨.
(٤) قال ابن الجزري: وخف للدار الآخرة خفض الرفع كف انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٤٩. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٤٢٩. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٢٠٤.
(٥) سورة الأنعام آية ٥٥.