«معذرة» من قوله تعالى: قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١).
قرأ «حفص» «معذرة» بنصب التاء، على المصدر، كأنهم لما قيل لهم: «لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا» قالوا:
نعتذر من فعلهم اعتذارا الى ربكم، فكأنه خبر مستأنف وقوله منهم.
وقرأ الباقون «معذرة» برفع التاء، على أنه خبر لمبتدإ محذوف دل عليه الكلام، والتقدير: موعظتنا معذرة، كأنهم لما قيل لهم: لم تعظون قوما الله مهلكهم الخ قالوا: موعظتنا معذرة لهم (٢).
واعلم أنه يجوز حذف كل من المبتدأ والخبر اذا دل عليه دليل.
قال ابن مالك:

وحذف ما يعلم جائز كما تقول زيد بعد من عندكما
وفي جواب كيف زيد قل دنف فزيد استغنى عنه اذ عرف
يقال: «عذرته» فيما صنع «عذرا» بفتح العين من باب «ضرب»: رفعت عنه اللوم، فهو «معذور» أي غير ملوم.
والاسم «العذر» بسكون الذال، ويجوز ضمها للاتباع.
والجمع «أعذار».
و «المعذرة» و «العذرى» بمعنى «العذر».
و «اعذرته» بالألف لغة.
و «اعتذر الى»: طلب قبول «معذرته».
_________
(١) سورة الأعراف آية ١٦٤.
(٢) قال ابن الجزري: وارفع نصب حفص معذرة.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٨٢. والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٨١. والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٥٦.


الصفحة التالية
Icon