«جزاء الحسنى» من قوله تعالى: وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى (١).
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «جزاء» بفتح الهمزة منونة منصوبة مع كسر التنوين وصلا للساكنين، على أنه مصدر في موضع الحال نحو: «في الدار قائما زيد» وبناء عليه يكون «فله» خبر مقدم، و «الحسنى» مبتدأ مؤخر، و «جزاء» حال، والتقدير: فله الحسنى حالة كونها جزاء من اللَّه تعالى.
وقرأ الباقون «جزاء» بالرفع من غير تنوين، على أنه مبتدأ مؤخر، خبره الجار والمجرور قبله، و «الحسنى» مضاف اليه. والتقدير: فله جزاء الحسنى من اللَّه تعالى.
ويجوز أن تكون «الحسنى» بدلا من «جزاء» على أن «الحسنى» المراد بها «الجنة» ويكون التنوين حذف لالتقاء الساكنين، فيكون المعنى: فله الجنة (٢).
«يرثني ويرث» من قوله تعالى: يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ (٣).
قرأ «أبو عمرو، والكسائي» «يرثني ويرث» بجزم الفعلين، على أن الأول مجزوم في جواب الدعاء، وهو قوله تعالى قبل: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ لقصد، وجعل الكلام متصلا بعضه ببعض، وأن «الولي» بمعنى «الوارث» تقديره: فهب لي من لدنك وليا وارثا يرثني، ويقوي الجزم أن «وليا» رأس آية مستغن عن أن يكون ما بعده صفة له، فحمله على الجواب دون الصفة، والثاني وهو «ويرث» معطوف على «يرثني».
_________
(١) سورة الكهف آية ٨٨
(٢) قال ابن الجزري: والرفع انصبن نون جزا صحب ظبي.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ١٦٩. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٧٤. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٤٠٩.
(٣) سورة مريم آية ٦.