«أتحاجوني» من قوله تعالى: وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ (١).
قرأ «نافع، وابن ذكوان، وأبو جعفر، وهشام بخلف عنه» «أتحاجوني» بتخفيف النون، وذلك لأن أصل الفعل «أتحاجونني» بنونين: الأولى علامة رفع الفعل، والثانية نون الوقاية، وهي فاصلة بين الفعل والياء، فلما اجتمع مثلان حذفت النون الثانية وهي نون الوقاية للتخفيف، ولم يحسن أن يكون المحذوف هو النون الأولى لأنها علامة الرفع في الفعل، وحذفها علامة النصب والجزم.
كما قال: «ابن مالك»:
واجعل لنحو يفعلان النونا | رفعا وتدعون وتسألونا |
وحذفها للجزم والنصب سمه | كلم تكوني لتبيني مظلمة |
يضاف الى ذلك أن الثقل انما حدث بوجود النون الثانية، فحذف ما يحدث به الثقل أولى من غيره.
وقرأ الباقون «أتحاجوني» بتشديد النون، وذلك على ادغام نون الرفع في نون الوقاية للتخفيف، وعلى قراءة التشديد يجب مد الواو مدا مشبعا قدره ست حركات للتشديد كي لا يجتمع ساكنان: الواو وأول المشدد فصارت المدة تفصل بين الساكنين كما تفصل الحركة بينهما، وكذلك قرأ «هشام» في وجهه الثاني (٢).
والمحاجة: ان يطلب كل واحد أن يرد الآخر عن حجته، ومحجته (٣).
_________
(١) سورة الأنعام آية ٨٠.
(٢) قال ابن الجزري: وخف تحاجوني مدا من لي اختلف.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٥٥. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٤٣٦. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٢١٥.
(٣) انظر: المفردات مادة «حج» ص ١٠٨.