«ان تنفد» من قوله تعالى: لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي (١).
قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ينفد» بالياء التحتية، على تذكير الفعل.
وقرأ الباقون «تنفد» بالتاء الفوقية، على تأنيث الفعل.
وجاز تذكير الفعل، وتأنيثه، لأن تأنيث الفاعل، وهو «كلمات» غير حقيقي (٢).
«تكاد» من قوله تعالى: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ (٣).
ومن قوله تعالى: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ (٤).
قرأ «نافع، والكسائي»: «يكاد» في الموضعين بالياء على التذكير.
وقرأ الباقون «تكاد» في الموضعين بالتاء على التأنيث، وجاز تذكير الفعل، وتأنيثه، لأن الفاعل مؤنث غير حقيقي (٥).
المعنى: لقد بلغ الكفار حد البشاعة والفظاعة، فنسبوا الود لله تعالى حيث قال اليهود: عزيز ابن الله، وقال النصارى: المسيح ابن الله، وكل ذلك قول باطل، وكذب مفتر، ما كان لله من ولد، وما كان معه من اله، ان هذا الكلام في غاية الهول والشناعة بحيث لو صورت شناعته، وهو له في صورة محسوسة لم تحتمله السموات والأرض فتنشق السماء، ويختل سير الأجرام، وتسقط الأرض مفتتة مهدمة. لأنهم نسبوا لله ما هو منزه
_________
(١) سورة الكهف آية ١٠٩.
(٢) قال ابن الجزري: ورد فتى أن ينفد.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ١٧٢. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٨١ والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٤١٢.
(٣) سورة مريم آية ٩٠.
(٤) سورة الشورى آية ٥.
(٥) قال ابن الجزري: يكاد فيهما أب رنا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ١٧٨. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٩٣. والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ١٢.