المعنى: الابل تهدى الى بيت الله الحرام، جعلها الله لكم من أعلام الدين التي شرعها المولى عز وجل لكم فيها نفع في الدنيا وأجر في الآخرة، واعلموا أنه لن يصل الى الله تعالى لحومها المتصدق بها، ولا دماؤها المراقة بنحرها، ولكن يصل اليه ويرفع اليه تقوى قلوبكم التي تدعوكم الى تعظيمه، والتقرب اليه.
«تشهد» من قوله تعالى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ (١).
قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يشهد» بالياء التحتية على التذكير، لأن تأنيث الجمع وهو «ألسنتهم» غير حقيقي ولأن الواحد من «الألسنة» «لسان» وهو مذكر.
وقرأ الباقون «تشهد» بالتاء الفوقية على التأنيث، وذلك تأنيث لفظ الجمع في «ألسنة».
وألسنة جمع «لسان» على لغة من ذكر، كحمار، وأحمرة، واذا جمع على لغة من أنثه قيل: «ألسن» (٢).
«يجبى» من قوله تعالى: أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ (٣).
قرأ «نافع، وأبو جعفر، ورويس» «تجبى» بتاء التأنيث.
وقرأ الباقون «يجبى» بياء التذكير، وجاز تأنيث الفعل وتذكيره، لأن الفاعل وهو «ثمرات» مؤنث غير حقيقي، ولأنه قد فرق بين المؤنث وفعله بالجار والمجرور، وهو «اليه» (٤).
_________
(١) سورة النور آية ٢٤.
(٢) قال ابن الجزري: يشهد رد فتى.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢١٢. والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٧٢. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ١٣٥.
(٣) سورة القصص آية ٥٧.
(٤) قال ابن الجزري: ويجبي أنثوا مدا غبي.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٣٥. والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ١١٦. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ١٧٥.