ما لم يسبق إليه، ولا احتوى أحد قبله ولا يحتوي بعده عليه، فلقد أتقن ما جمع نهاية الإتقان، وأحسن إلى طلبة هذا العلم غاية الإحسان]، فجزاه الله عن (١) العلم والعلماء خيرا، وزاده شرفا كثيرا (٢) لكنّه، أبقاه الله، سلك في ذلك سبيل المفسّرين في الجمع بين التفسير والإعراب فتفرق (٣) فيه هذا المقصود، وصعب جمعه إلّا بعد بذل المجهود، فاستخرت الله تعالى (٤) في جمعه وتقريبه وتلخيصه وتهذيبه، فوجدت لسبيل التأميل (٥) مدرجا وجعل الله لي من ربقة العجز مخرجا، فشرعت فيما عزمت عليه، وامتطيت جواد الجدّ إليه، فجاء والحمد لله في أقرب زمان، على نحو ما أمّلت وتيسّر
عليّ سبيل ما رمت وقصدت، ولا أقول: إنّي اخترعت بل جمعت ولخّصت، ولا إنّي أغربت بل بيّنت وأعربت.
ولمّا كان كتاب أبي البقاء (٦) المسمّى ب (البيان في إعراب القرآن) (٧) كتابا قد عكف الناس عليه، ومالت نفوسهم إليه، جمعت ما بقي فيه من إعرابه مما لم يضمّنه الشيخ في كتابه وضممت إليه من غيره ما ستقف عليه إن شاء الله [تعالى] عند ذكره ليكتفي الطالب لهذا الفنّ بضيائه ولا يسير إلّا تحت لوائه.
كالشمس يستمدّ من أنوارها | والشمس لا تحتاج لاستمداد (٨). |
_________
(١) د: من.
(٢) د: كبيرا.
(٣) د: فيعرف.
(٤) ساقطة من د.
(٥) د: التكسل.
(٦) عبد الله بن الحسين العكبري، ت ٦١٦ هـ. (وفيات الأعيان ٣/ ١٠٠، بغية الوعاة ٢/ ٣٨).
(٧) كذا جاء اسمه في النسختين وطبقات المفسرين للداودي ١/ ٢٢٥. وطبع باسم (التبيان في إعراب القرآن).
(٨) د: إلى استمداد.