وأمّا كلام س (١) فقد ذكره في (باب الفاعل الذي يتعدّاه فعله إلى مفعول)، قال:
(وذلك قولك: ضرب زيدا عبد الله، ثم قال: كأنّهم يقدّمون.. إلى آخره (. وليس هذا محلّ النزاع، لأنّ الكلام في تقديم المعمول على العامل، لا في تقديمه على الفاعل.
وذكره في (باب ما يكون فيه الاسم مبنيّا على الفعل) (٢)، قال: (وذلك قولك: زيدا ضربت، فالاهتمام والعناية هنا في التقديم والتأخير سواء مثله في: ضرب زيد عمرا، وضرب زيدا عمرو). فهذا وإن كان محلّ النزاع فلا حجّة فيه لأنّه إنّما ذكره من الجهة التي شابه بها تقديم الفاعل على المفعول أو العكس في المثالين (٤ ب) وليس فيه من هذه الجملة إلّا الاهتمام ولا ينفي ذلك الجهة التي اختصّ بها إذا تقدّم على الفاعل، وهي الحصر (٣).
واختلف في حذف الفعل، فقيل: للتخفيف. وقال السّهيليّ (٤): (لأنّه موطن لا
ينبغي أن يقدّم فيه إلّا ذكر الله [تعالى]، فلو (٥) ذكر الفعل وهو لا يستغني عن فاعله لم يكن ذكر الله مقدّما وكان في حذفه مشاكلة اللفظ للمعنى، كما تقول في الصّلاة: الله أكبر، ومعناه: من كلّ شيء، ولكن يحذف ليكون اللفظ في اللسان مطابقا لمقصود القلب وهو أن لا يكون في القلب إلّا ذكر الله).
وردّ الأول بأنّه لو كان للتخفيف لجاز إظهاره وإضماره لكلّ (٦) ما يحذف تخفيفا.
قلت: قوله: لأنّه موطن لا ينبغي أن يقدّم فيه إلّا ذكر الله، لا
_________
(١) الكتاب ١/ ١٤ - ١٥.
(٢) الكتاب ١/ ٤١.
(٣) هنا ينتهي السقط في د، والذي بدأ من: قلت: هذا موضع...
(٤) نتائج الفكر ٥٥.
(٥) من د. وفي الأصل: فلولا.
(٦) د: لا يكون في القلب ذكر إلّا الله.