وبقول الأحوص (١):

ويلحينني في اللهو أن لا أحبّه وللهو داع دائب غير غافل
قال الطبري (٢): أي: [أن] أحبّه. وبقوله (٣):
ابى جوده لا البخل واستعجلت به نعم من فتى لا يمنع الجود نائله
وله أن يجيب عن البيت الأول بأنّ (لا) نافية غير زائدة، والمعنى: إرادة أن لا أحبّه. وعن الثاني بأنّ (لا) مفعول بقوله: (أبى)، أي: لا ينطق بلفظة (لا)، ولذلك قال:
(واستعجلت به نعم) فجعلها فاعلة، و (البخل) بدل من (لا) أو مفعول من أجله.
الْمَغْضُوبِ: اسم مفعول مخفوض بإضافة (غير) إليه. وقدّر بعضهم مضافا محذوفا، أي: غير صراط المغضوب، وأطلق [هذا التقدير، فلم يقيّده بجرّ (غير) ولا نصبه] (٤)، ولا يتأتّى إلّا بنصبها، إمّا على أنّها صفة للصراط، وهو ضعيف لتقدّم البدل وهو (صراط الذين) على الوصف، والأصل العكس، وإما على (١٦ ب) البدل من الصراط أو من صراط الذين، وفيه تكرار الأبدال، ولم يذكروه إلّا في بدل النداء، وإمّا على الحال من الصراط الأول أو الثاني.
عَلَيْهِمْ: في موضع رفع على أنه مفعول لم يسمّ فاعله بالمغضوب، وفي إقامة الجار والمجرور مقام الفاعل إذا حذف خلاف.
م: والصحيح جوازه وعلى أنّه لا يقام فالمقام ضمير في المغضوب يعود على المصدر [والله أعلم].
_________
(١) شعره: ١٧٩. وفي الأصل: أبي الأحوص.
(٢) تفسير الطبري ١/ ٨١. والطبري أبو جعفر محمد بن جرير، ت ٣١٠ هـ. (تذكرة الحفاظ ٧١٠، طبقات المفسرين للداودي ٢/ ١٠٦).
(٣) بلا عزو في الخصائص ٢/ ٣٥ والأمالي الشجرية ٢/ ٢٢٨.
(٤) من البحر ١/ ٣٠، والدر المصون ١/ ٧٤ وبها يستقيم الكلام.


الصفحة التالية
Icon