للباقين الإظهار فيهن، والشواهد الأدلة والحماد الكثير الحمد، وقوله: وأورثتمو حلا له شرعه. أخبر أن المشار إليهم بالحاء واللام والشين في قوله حلاله شرعه وهم أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي أدغموا الثاء في التاء من (أورثتمو) [الأعراف: ٤٣]، [الزخرف: ٧٢]، فتعين للباقين الإظهار ومعنى حلا عذب والشرع الطريق وقوله والراء جزما بلامها إلخ. أخبر أن الراء المجزومة تدغم في اللام للمشار إليه بالطاء في قوله طال وهو الدوري بخلاف عنه أي للدوري الإظهار والإدغام وأن المشار إليه بالياء في قوله يذبلا وهو السوسي يدغم الراء في اللام بلا خلاف ومثل ذلك بقوله تعالى: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ [الطور: ٤٨]، ونظيره أَنِ اشْكُرْ لِي [لقمان: ١٤] ويَغْفِرْ لَكُمْ [الحديد: ٢٨] ونحوه. ويذبل: اسم جبل معروف.
وياسين أظهر عن فتى حقّه بدا | ونون وفيه الخلف عن ورشهم خلا |
الإظهار والإدغام وتعين للباقين الإدغام فيهما، وخلا أي مضى.
وحرميّ نصر صاد مريم من يرد | ثواب لبثت الفرد والجمع وصّلا |
تصرف فردا وجمعا نحو كَمْ لَبِثْتَ [البقرة: ٢٥٩]، إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:
٥٢]، وتعين للباقين الإدغام فيهن.
وطاسين عند الميم فاز اتّخذتمو | أخذتم وفي الإفراد عاشر دغفلا |
طس تلك أول النمل فإنها مخفاة للكل كما سيأتي وقوله اتخذتم إلى آخره: أخبر أن الذال تظهر عند التاء فيما كان مسندا إلى ضمير الجمع نحو اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ [الجاثية: ٣٥] وأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي [آل عمران: ٨١]، وفي الإفراد نحو اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي [الشعراء: ٢٩] ولَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ [الكهف: ٧٧]، للمشار إليهما بالعين والدال في قوله عاشر دغفلا وهما حفص وابن كثير وتعين للباقين الإدغام. ودغفلا من قولهم عام دغفل، أي خصب.
وفي أركب هدى برّ قريب بخلفهم | كما ضاع جا يلهث له دار جهّلا |
وقالون ذو خلف وفي البقرة فقل | يعذّب دنا بالخلف جودا وموبلا |