وهو أبو بكر بن عياش بن سالم الكوفي، تعلم القرآن من عاصم خمسا خمسا كما يتعلم الصبي من المعلم، وذلك في نحو من ثلاثين سنة. قوله: الرضا أي العدل.
ثم ذكر الراوي الثاني فقال: وحفص إلخ، هو حفص بن سليمان الكوفي ويكنى أبا عمرو، ويعرف بحفص قرأ على عاصم، قال ابن معين: هو أقرأ من أبي بكر، ولهذا قال الشاطبي: وبالإتقان كان مفضلا، يعني إتقان حرف عاصم رحمه الله.
وحمزة ما أزكاه من متورّع | إماما صبورا للقرآن مرتّلا |
عنهم. وقرأ حمزة أيضا على الأعمش، على يحيى بن وثاب، على علقمة، على ابن مسعود، وقرأ حمزة أيضا على محمد بن أبي ليلى، على أبي المنهال، على سعيد بن جبير، على عبد الله بن عباس، على أبيّ بن كعب. وقرأ حمزة أيضا على حمران بن أعين، على أبي الأسود، على عثمان، وعلي رضي الله عنهما. وقرأ عثمان وعلي وابن مسعود وأبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم. ولد سنة ثمانين أيام عبد الملك، ومات بحلوان سنة أربع أو ثمان وخمسين ومائة أيام المنصور أو المهدي، ذكر من رواته راويا فرع منه راويين في قوله:
روى خلف عنه وخلّاد الّذي | رواه سليم متقنا ومحصلا |
وأمّا عليّ فالكسائيّ نعته | لما كان في الإحرام فيه تسربلا |
الكسائي من أجل أنه أحرم في كساء. والسربال القميص وكل ما يلبس كالدرع وغيره. قرأ على حمزة الزيات، وقد تقدم سنده، وقرأ على عيسى بن عمر، على طلحة بن مصرف، على النخعي على علقمة، على ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم. عاش سبعين سنة، ومات برنبويه قرية من قرى الري صحبة الرشيد سنة تسع وثمانين
ومائة أيامه، ذكر من رواته اثنين في قوله:
روى ليثهم عنه أبو الحارث الرّضا | وحفص هو الدّوري وفي الذّكر قد خلا |