لأن ضد السكون إذا أطلق الحركة الفتح. قيل أما بارئكم فإنه في الآية في الموضعين مجرور ولا يتصور فيه الفتح وإذا كان كذلك لم يبق فيه إلا الإسكان أو
الإشباع أو الاختلاس وأما الألفاظ التي بعد بارئكم فرويت في النظم بالإسكان كلها مع صلة الميم ورويت برفعها مع عدم الصلة والوزن في الروايتين مستقيم لكن الأولى أن يقرأ بإشباع الحركة في الجميع ليكون قد نطق بقراءة غير أبي عمرو، وقيد قراءة أبي عمرو بالإسكان وليست همزة أيضا برمز لأنها ترجمة وكذا تاء تلا وجيم جلا للصريح ومعنى جلا كشف أي كشف الاختلاس بالرواية والتلاوة.

وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه ولا ضمّ واكسر فاءه حين ظلّلا
وذكّر هنا أصلا وللشّام أنّثوا وعن نافع معه في الأعراف وصّلا
قوله: وفيها أي في البقرة أي اقرأ للمشار إليهم بالحاء والظاء في قوله حين ظللا وهم أبو عمرو والكوفيون وابن كثير يَغْفِرْ لَكُمْ [البقرة: ٥٨]، [الأعراف: ١٦١]، بالتقييد الذي ذكره بنون مفتوحة مكسورة الفاء. وقوله ولا ضم يعني في النون فتعين فتحها لأنه ضد الضم وتعين للغير الضم وفتح الفاء وضد النون وهو الياء ثم أخبر أن المشار إليه بالهمزة في قوله أصلا وهو نافع قرأ بالتذكير هنا يعني بالبقرة وقوله وللشام أنثوا يعني الشامي وهو ابن عامر قرأ في البقرة والأعراف بالتأنيث وهو ضد التذكير وقوله وعن نافع معه أي مع ابن عامر في الأعراف يعني أن نافعا قرأ في الأعراف بالتأنيث كقراءة ابن عامر ومعنى وصلا أي وصل الحكم الذي قرأ به هنا إلى سورة الأعراف فحصل مما ذكر أن أبا عمرو ومن ذكر معه قرءوا في السورتين بالنون وفتحها وكسر الفاء وأن نافعا قرأ في البقرة بالياء المثناة تحت للتذكير وضمها وفتح الفاء وقرأ بالأعراف بالتاء المثناة فوق وضمها وفتح الفاء وأن ابن عامر قرأ في السورتين كقراءة نافع بالأعراف فصار أبو عمرو وأصحابه بالنون فيهما وابن عامر بتأنيثهما ونافع بتذكير الأولى وتأنيث الثانية وكلهم قرءوا في هذه السورة خَطاياكُمْ [البقرة: ٥٨]، بوزن قضاياكم.
وجمعا وفردا في النّبيء وفي النّبو ءة الهمز كلّ غير نافع أبدلا
وقالون في الأحزاب في للنّبيّ مع بيوت النّبيّ الياء شدّد مبدلا
أي قرأ القراء كلهم إلا نافعا في النبي الواحد حيث وقع وكذا جمع السلامة بياء مشددة تابعة وجمع التكسير بياء خفيفة بعد الباء والمصدر بواو مشددة مفتوحة، وهمز نافع جميع ذلك فظهر المدغم إلا قالون فإنه قرأ إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ [الأحزاب: ٥٠]، ولا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ [الأحزاب: ٥٣]، بياء مشددة في الوصل وبالهمز في الوقف وذلك نحو يا أَيُّهَا النَّبِيُّ [الأحزاب: ٤٥]، وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ [الصافات: ١١٢]، وما كانَ لِلنَّبِيِّ [التوبة: ١١٣]، وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ [البقرة: ٦١]، ويَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ [المائدة: ٤٤]، وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ [آل عمران: ١١٢]، وأنبياء الله والحكم والنبوة وهذه
في البيت منصوبة التاء على حكاية لفظ القرآن واتفقوا كلهم على إثبات الهمزة المتطرفة التي بعد الألف من لفظ أنبياء والأنبياء في الوصل والوقف إلا حمزة وهشاما فإنهما يقفان بتركها وعلمت قراءة نافع من الضد لأن ضد التخفيف التحقيق والإظهار ضد الإدغام وفائدة قوله مبدلا لينص على أن قالون فعل ذلك لما عرض من اجتماع الهمزتين لأن كل واحد من هذين الموضعين بعد همزة مكسورة ومذهبه في باب الهمزتين المكسورتين أن يسهل الأولى إلا أن يقع قبلها حرف مد فتبدل فلزمه أن يفعل هنا ما فعل في بالسوء إلا أبدل ثم أدغم غير أن هذا الوجه متعين هنا لم يرو غيره.


الصفحة التالية
Icon