إبراهيم بوجهين أحدهما بالألف كهشام والثاني بالياء كالجماعة فإن قيل من أين تؤخذ قراءة الجماعة بالياء بعد الهاء. قيل لما قرأ هشام بالألف وبالفتح، وضد الفتح الكسر ويلزم من الكسر قبل الألف قلبها ياء فتكون قراءة الجماعة إبراهيم بها مكسورة بعدها ياء وقوله واتخذوا بالفتح عم أخبر أن المشار إليهما بعم وهما نافع وابن عامر قرآ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ [البقرة: ١٢٥]، بفتح الخاء فتعين للباقين القراءة بكسرها وقوله وأوغلا أي أمعن في الإيغال، وهو السير السريع:
وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا | وفي فصّلت يروى صفا درّه كلا |
وأخفاهما طلق وخفّ ابن عامر | فأمتعه أوصى بوصيّ كما اعتلا |
٢٩]، ثم أخبر أن المشار إليه بالطاء في قوله طلق وهو الدوري قرأ بإخفاء الكسر في أرنا وأرني حيث وقعا وأراد بالإخفاء الاختلاس الذي تقدم ذكره في بارئكم ويأمركم وتعيين للباقين القراءة في الجميع بإتمام كسرة الراء. ثم أخبر أن ابن عامر قرأ فأمتعه بتخفيف التاء ويلزم من ذلك سكون الميم وتعين القراءة بتثقيل التاء ويلزم من ذلك فتح الميم. ثم أخبر أن المشار إليهما بالكاف والألف في قوله كما اعتلا وهما ابن عامر ونافع قرآ وأوصى بها إبراهيم بألف بين الواوين وقراءة الباقين ووصى بغير ألف على ما لفظ به في القراءتين وقوله دم أي أبق واليد النعمة والقوة والرواية في البيت يروى بضم الياء وبكسر الواو من الري وصفا قصر للوزن ودره من در اللبن، وكلا جمع كلية، وطلق سمح واعتلا: ارتفع.
وفي أم يقولون الخطاب كما علا | شفا ورءوف قصر صحبته حلا |
قرءوا رءوف بالقصر أي بوزن فعل حيث وقع فتعين للباقين القراءة بالمد على وزن فعول وذلك نحو أن الله بالناس لرءوف رحيم بالمؤمنين رءوف رحيم ونطق به في البيت ممدودا وأراد بالقصر حذف حرف المد.
وخاطب عمّا يعملون كما شفا | ولام مولّيها على الفتح كمّلا |