وننشزها ذاك وبالرّاء غيرهم وصل يتسنّه دون هاء شمردلا
أخبر أن المشار إليهم بالذال المعجمة في قوله ذاك وهم الكوفيون وابن عامر قرءوا كيف ننشزها بالزاي المعجمة كلفظه ولما لم يكن في ذلك دلالة على القراءة الأخرى قال وبالراء غيرهم يعني أن غير الكوفيين وابن عامر قرءوا بالراء المهملة ثم أمر أن يقرأ لم يتسنه وانظر بغير هاء في الوصل للمشار إليهما بالشين من شمردلا وهما حمزة والكسائي فتعين لغيرهما القراءة بإثبات الهاء واتفق السبعة على إثباتها في الوقف، وشمردلا: خفيف أو كريم.
وبالوصل قال اعلم مع الجزم شافع فصرهنّ ضمّ الصّاد بالكسر فصّلا
أخبر أن المشار إليهما بالشين من شافع وهما حمزة والكسائي قرآ فلما تبين له قال اعلم بوصل همزة اعلم وجزمه فتعين للباقين القراءة بالقطع لأنه ضد الوصل وبالرفع لأنه ضد الجزم ثم أخبر أن المشار إليه بالفاء من قوله فصلا وهو حمزة قرأ فصرهن إليك بكسر الصاد المضمومة في قراءة الباقين، وقيد اعلم بقال ليخرج سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم. ويعلم كسر همزة الوصل في الابتداء وفتح همزة القطع في الحالين من الإجماع، والشفع: جعل الفرد زوجا:
وجزءا وجزء ضمّ الإسكان صف وحي ثما أكلها ذكرا وفي الغير ذو حلا
أمر بوصف ضم الإسكان أي ضم الزاي الساكنة في جزء المنصوب وجزء المرفوع حيث جاء للمشار إليه بالصاد من قوله صف وهو شعبة وقرأ الباقون بإسكانها وهو منصوبان ومرفوع على كل جبل منهن جزءا هنا وجعلوا له من عباده جزءا بالزخرف ولكل باب منهم جزء مقسوم بالحجر ومعنى صف أي اذكر وإنما قدم ذكر المنصوب لأجل الذي في البقرة وقوله وحيثما أكلها ذكرا أي وصف ضم الإسكان في أكلها حيثما وقع، يعني أن المشار إليهم بالذال من قوله ذكرا وهم الكوفيون وابن عامر قرءوا بضم الكاف في أكل المضاف إلى ضمير المؤنث حيثما جاء نحو فآتت أكلها ضعفين وأكلها دائم تؤتى أكلها كل حين وقوله وفي الغير ذو حلا أخبر أن المشار إليهم بالذال والحاء في قوله ذو حلا وهم الكوفيون وابن عامر وأبو عمرو ضموا الإسكان في غير ما أضيف إلى ضمير المؤنث أي في غير أكلها يعني ضموا الكاف فيما أضيف إلى ضمير المذكر وإلى الظاهر أو لم يضف إلى شيء نحو قوله مختلفا أكله وأكل خمط ونفضل بعضها على بعض في الأكل فتعين لمن لم يذكره الإسكان في الجميع فصار نافع وابن كثير بالإسكان في الجميع وأبو عمرو بإسكان أكلها فقط وضم باقي الباب والباقون بالضم في الجميع، وعلم عموم جزءا المنصوب من ضم المرفوع إليه لا من لفظه به:
وفي ربوة في المؤمنين وهاهنا على فتح ضمّ الرّاء نبّهت كفّلا
أخبر أن المشار إليهما بالنون والكاف في قوله نبهت كفلا وهما عاصم وابن عامر قرآ في المؤمنين أي في سورة قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون: ١]، وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ [المؤمنون: ٥٠]، وهاهنا أي في هذه السورة كمثل جنة بربوة بفتح ضم الراء فتعين للباقين القراءة بضم الراء فيهما على ما عينه لهم، وكفل جمع كافل، وهو الضامن والذي يعول غيره:


الصفحة التالية
Icon