السبعة على كسر من اتبع رضوانه باتفاق. ثم أخبر أن المشار إليه بالراء من رفلا وهو الكسائي قرأ أن الدين عند الله الإسلام بفتح الهمزة فتعين للباقين القراءة بكسرها، ومعنى رفلا عظم وأصله الزيادة، ومنه ثوب مرفل. والترفيل في علم العروض: زيادة سبب خفيف آخرا.

وفي يقتلون الثّان قال يقاتلو ن حمزة وهو الحبر ساد مقتّلا
أخبر أن حمزة قرأ (ويقاتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس) [آل عمران: ٢١] بضم الياء وفتح القاف وألف بعدها وكسر التاء، وأن الباقين قرءوا ويقتلون الذين يفتح الياء وإسكان القاف وضم التاء بلا ألف على ما لفظ به في القراءتين وهو الفعل الثاني ولا خلاف في الأول أنه ويقتلون النبيين بفتح الياء وضم التاء من غير ألف من القتل على ما جاء من نظائره والتقدير قال أي قرأ حمزة يقاتلون مكان يقتلون بغير ألف. والحبر: العالم العظيم بفتح الحاء وكسرها وساد من السيادة. والمقتل: المجرب للأمور يشير إلى أن حمزة ساد في زمانه على من كان فيه لخبرته بهذا العلم.
وفي بلد ميت مع الميت خفّفوا صفا نفرا والميتة الخفّ خوّلا
أخبر أن المشار إليهم بالصاد وبنفرا في قوله صفا نفرا وهم شعبة وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر قرءوا إلى بلد ميت ولبلد ميت وجميع ما جاء من لفظ الميت نحو الحي من الميت والميت من الحي بالتخفيف أي بسكون الياء قال الداني في التيسير الحي من الميت والميت من الحي وإلى بلد ميت وشبهه إذا كان قد مات أي الخلف وقع في الميت والميت هذين اللفظين حيث أتيا. ثم أخبر أن المشار إليهم بالخاء من خولا وهم القراء كلهم إلا نافعا قرءوا في سورة يس وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ [يس: ٣٣] بالتخفيف فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بتشديد الياء ولا شك أن إطلاق الناظم لفظ الميتة يلتبس على المبتدئ بالميتة والدم في المائدة والنحل أما الذي بالبقرة فلا يلتبس به لأنه تعداه ولم يذكره فدل على أنه غير مختلف فيه وقصر صفا ضرورة ونصب نفرا على التمييز وقد استعمل هذا اللفظ بعينه في موضعين آخرين أحدهما في أواخر هذه السورة في متم ومتنا وقال فيه صفا نفر بالرفع على الفاعلية والموضع الآخر في آخر التوبة ترجئ همزه صفا نفر بالجر على الإضافة. قوله خولا أي ملك. وقيل معناه حفظ، من خال الراعي يخول إذا: حفظ.
وميتا لدى الأنعام والحجرات خذ وما لم يمت للكلّ جاء مثقّلا
الواو عاطفة فاصلة أي خذ الحكم المتقدم وهو التخفيف، أمر بالأخذ بالتخفيف للمشار إليهم


الصفحة التالية
Icon