فلو فصلت ووقفت على حرف الجر ضمت الهمزة بلا خلاف لأنه لم يبق قبلها ما يقتضي كسرها فصارت كما لو كان قبلها غير الكسر والياء نحو ما هن أمهاتكم وأمه آية وكذا إذا فصل بين الكسرة والهمزة فاصل غير الياء نحو إِلى أُمِّ مُوسى [القصص: ٧]، فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ [القصص: ١٣]، فلا خلاف في ضم ذلك كله. وقوله وفي أم قيده بذكر في احترازا من مثل ذلك. ومعنى شمللا: أسرع.
وفي أمّهات النّحل والنّور والزّمر | مع النّجم شاف واكسر الميم فيصلا |
أخبر أن المشار إليهما بالشين من شاف وهما حمزة والكسائي قرآ من بطون أمهاتكم بالنحل أو بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ [النور: ٦١]، ويَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [الزمر: ٦]، وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [النجم: ٣٢] بكسر ضم الهمزة في الوصل لوجود الكسرة قبل الهمزة وتعين للباقين القراءة بضم الهمزة في الأربعة ثم أمر بكسر الميم في المواضع الأربعة في الوصل للمشار إليه بالفاء من فيصلا وهو حمزة وتعين للباقين القراءة بفتحها، وكلهم إذا وقفوا على ما قبل أمهاتكم وابتدءوا بها يضمون الهمزة ويفتحون الميم بلا خلاف. وقوله فيصلا أي فاصل بين قراءة حمزة والكسائي. فإن قلت من أين تأخذ التقييد في كسر أمهاتكم وضمها. قلت من قوله في البيت السابق: لدى الوصل ضم الهمز بالكسر والواو في قوله وفي أمهات النحل عاطفة فاصلة.
وندخله نون مع طلاق وفوق مع | نكفّر نعذّب معه في الفتح إذ كلا |
أخبر أن المشار إليهما بالهمزة والكاف في قوله: إذ كلا وهما نافع وابن عامر قرآ (ندخله جنات) [النساء: ١٣]، و (ندخله نارا) [النساء: ١٤] في هذه السورة، و (ندخله جنات) [الطلاق: ١١]، و (نكفر عنه سيئاته وندخله جنات) [التغابن: ٣]، وأشار إليهما بقوله وفوق مع نكفر (وندخله جنات ونعذبه عذابا أليما) [الفتح: ١٧] وإليهما أشار بقوله:
نعذب معه في الفتح بالنون في السبعة وتعين للباقين القراءة بالياء في الجميع. ومعنى كلا:
حفظ.