أصل رأيت رأى فالراء فاء الفعل والهمزة عينه ثم دخلت همزة الاستفهام على رأى فهمزة الاستفهام هي التي قبل الراء وقوله في الاستفهام يعني إذا كان قبل الراء همزة الاستفهام سواء اتصل بهذا الفعل حرف خطاب أو حرف عطف أم لا نحو قل أرأيتكم إن أتاكم قل أرأيتم إن كان أفرأيت من اتخذ وأ رأيت وشبهه أخبر أن المشار إليه بالراء من راجع وهو الكسائي قرأ بإسقاط الهمزة الثانية المعبر عنها بعين الفعل وهي التي بعد الراء ثم أمر بتسهيلها لنافع من رواية قالون وورش ثم أخبر أن جماعة من القراء وهم المصريون أبدلوها ألفا للمشار إليه بالجيم من جلا وهو ورش فصار له وجهان كما تقدم له في أَأَنْذَرْتَهُمْ [يس: ١٠]، وها أنتم ويمد إذا أبدل مد الحجز والبدل له من زيادات القصيد وتعين للباقين القراءة بإثباتها محققة على حالها وحمزة فيها جار على تخفيف وقفه:
إذا فتحت شدّد لشام وهاهنا | فتحنا وفي الأعراف واقتربت كلا |
وبالغدوة الشّاميّ بالضّمّ هاهنا | وعن ألف واو وفي الكهف وصّلا |
وإنّ بفتح عمّ نصرا وبعد كم | نما يستبين صحبة ذكّروا ولا |
سبيل برفع خذ ويقض بضمّ سا | كن مع ضمّ الكسر شدّد واهملا |
نعم دون إلباس وذكّر مضجعا | توفّاه واستهواه حمزة منسلا |
لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بكسرهما فصار ابن عامر وعاصم بفتح الهمزتين ونافع بفتح الأولى وكسر الثانية والباقون