له أتى وهم ابن ذكوان وهشام ونافع قرءوا أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ [الأنعام: ٨٠]، بتخفيف النون فتعين للباقين القراءة بتشديدها وقوله بخلف أي عن هشام التشديد والتخفيف والأصل أتحاجونني بنونين فمن شدد أدغم الأولى في الثانية ولا بد من إشباع مد الواو لأجل الساكنين وهما الواو والنون الأولى المدغمة ومن خفف حذف إحدى
النونين. واختلف في المحذوفة منهما فذهب الحذاق من النحويين إلى أن المحذوفة هي الثانية وإليه أشار الناظم بقوله والحذف لم يك أولا وإنما لم تحذف الأولى لأنها علامة الرفع ولما حذفت الثانية كسرت الأولى لأجل ياء الضمير.
وفي درجات النّون مع يوسف ثوى | وو اللّيسع الحرفان حرّك مثقّلا |
وسكّن شفاء واقتده حذف هائه | شفاء وبالتّحريك بالكسر كفّلا |
ومدّ بخلف ماج والكلّ واقف | بإسكانه يذكو عبيرا ومندلا |
بإسكانه أي بإسكان الهاء، أخبر أن الجميع يثبتون الهاء ساكنة في الوقف من حذفها في الوصل ومن حركها ومن سكنها أيضا. وقوله يذكو عبيرا ومندلا لم يتعلق به حكم وإنما تمم به البيت.
ويذكو: معناه يفوح. والعبير: الزعفران، والمندل: العود الهندي وقال صاحب الصحاح:
المندل عطر ينسب إلى المندل وهي بلاد الهند.
وتبدونها تخفون مع تجعلونه | على غيبه حقّا وينذر صندلا |