لا يحتاج إليه فلم يذكره وهو مذكور في كتب العربية.

وهاك موازين الحروف وما حكى جهابذة النّقّاد فيها محصّلا
أي خذ موازين الحروف وخذ الذي حكاه فيها الجهابذة من التعبير عنها، وسمي المخارج موازين الحروف لأنها إذا خرجت منها لم يشارك صورتها شيء من غيرها فهي تميزها وتعرف مقدارها كما تفعل الموازين بالموزونات وكني بجهابذة النقاد عن الحاذقين بهذا العلم والنقاد جمع ناقد والناقد من له جودة نظر يميز به الجيد من الرديء.
ولا ريبة في عينهنّ ولا ربا وعند صليل الزّيف يصدق الابتلا
الريبة الشك والربا الزيادة أي لا شك في نفس المخارج والصفات ولا زيادة بل ما أذكره من ذلك محقق محرر من غير زيادة ولا نقصان ثم قال وعند صليل الزيف يعني أن الدرهم الزائف وهو الرديء إذا اختبره الناقد ولم يتحقق عنده حاله زاد في اختباره بأن يرمي به على حجر ليسمع صليله فإذا سمع ذلك صدق عنده اختباره وكذا الحرف إذا نطق به تبين بذلك صحة ما نسب إليه من المخرج والصفات لأن السمع يدرك صوت الحرف الصحيح والفاسد وإذا أردت معرفة مخرج الحرف فسكنه وأدخل عليه همزة الوصل واصغ إليه فحيث
انقطع الصوت كان مخرجه تقول أم أك أح فيظهر لك مخرج الحرف والابتلاء الاختبار. ولما ذكر الموازين ذكر النقاد والعين وذلك كله استعارة حسنة.
ولا بدّ في تعيينهنّ من الأولى عنوا بالمعاني عاملين وقوّلا
أي لا بد في تعيين المخارج والصفات من قوله: الذين عنوا بالمعاني عاملين لها وقائلين لها. يعني أن المرء لا ينبغي له أن يقتدي برأيه في ذلك.
فابدأ منها بالمخارج مردفا لهنّ بمشهور الصّفات مفصّلا
أخبر أن يبدأ بمخارج الحروف ويردفها بالصفات المشهورة وقوله مفصلا بكسر الصاد أي مبينا لذلك:


الصفحة التالية
Icon