أهاع حشا غاو خلا قارئ كما | جرى شرط يسرى ضارع لاح نوفلا |
رعى طهر دين تمّه ظلّ ذي ثنا | صفا سجل زهد في وجوه بني ملا |
المراد من هذين البيتين الهمزة والهاء والألف والعين والحاء والغين والخاء والقاف والكاف والجيم والشين والياء والضاد واللام والنون والراء والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء والصاد والسين والزاي والفاء والواو والياء والميم، وقدم الكلام عليها، ومعنى أهاع أفزع والهيعة الشيء المفزع والحشا ما انضمت عليه الضلوع والغاوي الضال والخلا الحديث الطيب والنبات الرطب والمعنى أن طيب قراءة القارئ أفرغ قلب الغاوي، وقد تقدم شرح مثل ألفاظ البيتين في رموز القراء.
وغنّة تنوين ونون وميم ان | سكّن ولا إظهار في الأنف يجتلى |
الغنة صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه يصدق هذا أنك إن أمسكت أنفك لم يمكن خروج الغنة وهو المخرج الثالث عشر من مخارج الفم وبه كمل عدد المخارج الستة عشر ومحلها التنوين والنون والميم بشرط سكونهن وعدم إظهارهن يعني إذا سكن أخفين نحو نارا فلما وعمى فهم ومنك وعنك ونحو بأعلم بالشاكرين وليحكم بينهم في قراءة السوسي فإن تحركن صار العمل فيهن للسان وكذلك إن ظهر التنوين والنون عند حروف الحلق والمراد بالغنة المذكورة ما يخرج من الأنف دون اللسان إذا نطق بهذه الحروف خالية
من الشرطين المذكورين لم يكن أبدا فيها من صوت يخرج من الخياشيم أيضا يخالط ما يخرج من اللسان لأن طبعها يقتضي ذلك دون غيرها من الحروف وليس المقصود هنا إلا ما ينفرد به الخياشيم.
وجهر ورخو وانفتاح صفاتها | ومستفل فاجمع بالأضداد أشملا |
ولما فرغ من ذكر المخارج شرع في ذكر الصفات المشهورة كما وعد فذكر في هذا البيت الجهر والرخاوة والانفتاح والاستفال وأشار إلى أضدادها بقوله: فاجمع بالأضداد أشملا أي أجمع شمل صفات الحروف مصاحبا للأضداد فإذا ذكر ضدا لإحدى هذه الصفات وذكر حروفه فاعلم أن ما بقي من الحروف ضد المذكور في هذا البيت ثم ذكر الأضداد المشار إليها فقال:
فمهموسها عشر (حثت كسف شخصه) | (أجدّت كقطب) للشّديدة مثّلا |
أخبر أن الحروف المهموسة عشرة أحرف وهي المجموعة في حثت كسف شخصه والهمس الحث